أكد مديـر المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جامعة أم القرى الشيخ الدكتور أحمد بن عبدالله الفريح أهمية تثقيف أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالأنظمة والإجراءات الجزائية لمنع حصول التجاوزات أثناء العمل في الميدان، لافتا إلى حرص أعضاء الهيئة المنتسبين إلى المعهد على الإلمام بهذه النقاط على الرغم من عدم كفاية الوقت الخاص بهذا البرنامج.
وكشف الفريح في حوار مع «عكاظ» أن المعهد بصدد افتتاح برنامج الدكتوراه وذلك بعد أن دشن الماجستير والدبلوم التأهيلي الذي أصبح إلزاميا لكل المستجدين في العمل بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبين أنه لا مراعاة لاختلاف الآراء الفقهية لدى العاملين في أعضاء الهيئة إذ إن المعتمد هو النظام المستمد من القرآن والسنة والذي يهدف إلى منع حصول أية منكرات. موضحا أن العقوبة ليست هدفا في حد ذاته.. وتناول فضيلته الاحتساب على المشاهير مؤكدا أن ذلك يختلف عمن سواهم..
• ماذا يضيف المعهد لأفراد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ما المزايا التي يضيفها المعهد إليهم ؟
•• فئة الأعضاء منسوبي الهيئة هم المستهدف الرئيسي، وتسميته «معهـد» بهذا الاسم واضح منه العناية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبالفعل كانت بداية المعهد بتأهيل أعضاء ومنسوبي الهيئة من الناحية العلمية من خلال الدبلوم العالي في الحسبة والماجستير ومن الناحية المهاريـة، وذلك من خلال الدورات التدريبية، بدأنا أولا بحقيبة إعداد المحتسب وهي 9 حقائب تدريبية مثل حقيبة الحوار والاتصال الفعال ومهارات التفكير والتخطيط الاستراتيجي وفقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقواعد الشرعية المتعلقة بالاحتساب والاتصال الفعال والتربية ومعالجة الأخطاء والإعداد النفسي لرجل الحسبة، والأنظمة والإجراءات الجزائية وغيرها، وكل هذه ضمن برنامج إعداد المحتسب وأضيف لها حقائب تدريبية كثيرة أخرى ومنها مهارة الاحتساب على الحجاج والزوار ومهارة الاحتساب على السياح ومهارة الاحتساب عند المؤسسات التعليمية والمهارات التي يحتاجها رجل الميدان وإلى غير ذلك وهو عدد كبير، فهي تركز على العمل الذي يقوم به رجال الحسبة في الميدان.
التأثير الميداني
• تحدثتم عن التأثير الإيجابي الذي أحدثته مناهج المعهد على العمل الميداني .. هل من تفاصيل؟
•• الأهم عندنا العناية بالأعضاء الميدانيين لأن المعهد يعتبر موازيـا لمعهد الإدارة كجهة مركزية تدريبية معتمدة لدى وزارة الخدمة المدنية فأي دورة يقيمها لها اعتماد وترقيات واستفاد منها كثيرون من أعضاء الهيئة، والمعهد يعنى بدرجة أولى بالميدانيين في الأسواق والشارع. و يهمنا هؤلاء ولذلك فإن صبغة الدورات فيها جانب تأصيلي وميداني وهناك حقائب تدريبية تمكن الفرد في كيفية معالجة الخطأ وبتره دون منكر، والعقوبة ليست هدفنا، فهي وسيلة لترك المنكر والابتعاد عنه وهذا ما تنص عليه الشريعة. دعني أنظر للأبحاث والدراسات من ناحية أخرى، فهي مهمة، لكن إذا صنعنا حقائب تدريبية تلبي احتياجات الأعضاء نجمعهم في ورش عمل لمعرفة أبرز المشكلات التي تواجههم في الميدان، وهذه تؤخذ وتدرس وينظر للجانب النظامي فيها واللوائح والتعليمات وغيرها وقبل ذلك إلى الشرع وكيفية التعامل مع هذه المشكلة من الناحية الشرعية ثم تصاغ في قالب مهاري يصل من خلالها المتدرب إلى نهاية واحدة هي استصلاح كل من يقع منه خطأ في المجتمع وهذا من أبرز الأهداف ونحن لانستغني عن الأبحاث والدراسات بل نحن نصنعها من خلال الدارسين وهم أعضاء الهيئة سواء في الدبلوم العالي والماجستير ، ونحن نترك لهم اختيار الموضوعات فالبعض يختار موضوعات تنظيرية كتحقيق مخطوطات وغير ذلك وغالبهم ينزل للميدان ويطرح حلولا لمعالجة بعض المشكلات من خلال مشروع للدبلوم أو الماجتسير وظهرت لنا أبحاث ودراسات عن المنكرات التي تقع في الميدان والنظرة الشرعية وماهي الحلول المناسبة لإزالة المنكرات. وكانت هناك أشياء رائعة جدا درسوها دراسة علمية ومؤصلة بالدليل الشرعي وتخرج المسألة بعد نضج كبير في دراسة وبحث هذه القضايا التي نراها من المنكرات وغيرها.
التعريـف بالأنظمة
• ما دور المعهـد في تعريـف أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وخصوصا العاملين في الميدان بالأنظمة والتعليمات منعا للاجتهادات؟
•• رجال الهيئة من أحرص الناس على معرفة الأنظمة والإجراءات بشكل عام فنحن نقدم لهم دورة الأنظمة والإجراءات الجزائية في أسبوع وهم يقولون إن المدة لاتكفي، يريدون أكثر منها، وهذه القضية ضرورية لكل شخص يعمل في أي جهاز حكومي حتى يعرف نظام المؤسسة التي يعمل بها، فالأنظمة وضعت للحد من الاجتهادات الخاطئة، ومتى ترك الناس اجتهاداتهم أصبحت العقوبة لا ضابط لها، وبالتالي نقول يجب أن تعرف الأنظمة والإجراءات بحذافيرها لأنها مستمدة عندنا من الكتاب والسنة وضبطها قضية مهمة جدا وما وجدناه أنهم يطالبوننا أكثر من مرة بأن نضيف أنظمة وإجراءات أخرى ولذلك نحن زودنا كثيرا من الحقائب التدريبية الخاصة بها، ونحن حريصون على أن العامل في جميع القطاعات الحكومية وبالذات الأمنية أن يتعرف على هذه الأنظمة حتى لا يظلم أو يجني على أي أحد لم يفعل مايخالف دوره، وحتى لايساء إلى الناس، وهذه الناحية يعمل عليها المعهد بشكل مستمر ، ونحن في بعض الدورات لايتاح لنا إلا وقت قليل فنقلص جميع الدورات إلا هذه الدورة نبقيها على حجمها البسيط الذي هو 5 أيام بواقع 5 ساعات في كل يوم والأعضاء حريصون على التزود منها ونجد حرصا شديدا منهم على تعلمها.
شروط جديدة
• قبل أشهر دشن الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدبلوم التأهيلي للمستجدين في الهيئة وقال إن ذلك سيكون شرطا على المستجدين، كيف ترون أثر ذلك على هذه الفئة؟
•• أولا.. أشكر الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السند على هذا الحرص وهي خطوة موفقة واجتهد فيها من سبقه من الرؤساء، والشيخ السند ألزم بأمر إضافي وهو دراسة الدبلوم لحملة الثانوي والبكالوريوس، وعنايته بهذين الأمرين الدبلوم العلمي المعرفي والدورات التأهيلية تكامل رائع جدا وربط الرئيس العام للهيئة المستجدين المعينين حديثا في الهيئة بالبرنامج التدريبي كاملا وقدمت لهم 16 دورة تدريبية انتهت الأسبوع الماضي، والجمع بين هذين الأمرين بناء متين لرجل الحسبة.
الآثـار المتوقعة
• ما الآثـار المتوقعة من خريجي هذا الدبلوم؟
•• الدبلوم العالي للحسبة بدأ منذ 8 سنوات والعمل فيه جارٍ لكن الجمع بين الدبلومين المهاري والعلمي يحدث لأول مرة على مستوى الرئاسة وهي مهمة صعبة جدا لكنها قمة في الإتقان والضبط والجودة، والمتوقع من منسوبي الهيئة بعد خروجهم من هذه الدورة، أنهم سيكونون سببا في التأثير على المجتمع بشكل رائع ومتميز يحمل هذا الأثر جانبين وهما المعرفي المتين والمؤكد بالعلم الشرعي وكذلك التوجيه والإرشاد وأن ننتقل من مرحلة إنزال العقوبة بالشخص صاحب المنكر إلى مرحلة تجعل من يفعل الخطأ أو الزلة لايعود إليها ثانية.
وكذلك هذا البرنامج سيكون له فهم عام ومتين للحسبة ولأثـرها على الناس لأنه أحيانا الضغط على رجل الحسبة وكثرة الأخطاء وشناعة بعض الأخطاء والمنكرات أحيانا تجعل الإنسان أكثر استياء وأشد في ردة الفعل لكن الإنسان إذا علم أن سنة الله في الكون شر وخير موجودان يتدافعان إلى ماشاء الله وأن المنكرات ستقع فهذا يحمل الإنسان على أن يتجمل بالرحمة وحسن التوجيه ونحن ومن يعمل في هذا القطاع وكافة الجهات الأمنية عملهم رحمة بالمخطئ وألا يتمادى به الخطأ حتى يهلكه، ويتحمل عقوبة في الدنيا خير من أن يلقى الله بهذه المعصية وما أدراك ما عقوبة الآخرة، نحن نحرص أن يكون من ينزل إلى الميدان مليئا بهذه المعاني العظيمة.
التناول الإعلامي
• هل هناك دراسة للتناول الإعلامي للقضايا المختلفة ودور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
•• الوسيلة الإعلامية لها بعد كبير في الحسبة، سواء في توعية المجتمع وتحفيز الناس للقيام بدورهم وكذلك فيها تأثير الشيء الكبير وباب من أبواب الاحتساب الكبيرة والإعلام لايستغنى عنه في التأثير على المجتمع والرقي به على اختلاف وسائله وكلها وسائل هامة.
سمعة المجتمع
• لكني أقصد بتلك القضايا التي تضبط في مكة المكرمة والمدينة المنورة وإشهارها إعلاميا وفهم البعض خطأ لما ينشر خصوصا في الخارج وتأثـير هذا الأمر على سمعة المجتمع؟
•• لايخلو مجتمع من خطأ ومجتمعاتنا ليست ملائكية، بل إن في مجتمع النبي صلى الله عليه وسلم كان المجتمع يخطئ كما نخطئ ، لكن القضية المهمة التي لها دور مهم في العمل الاحتسابي ألا تعمم الحالات الفردية وألا تصبح شعارا للمجتمعات من القضايا المهمة في الحسبة هي في الواقع حماية الشارع وأن يكون الجو العام صحيا، قد يخطئ الإنسان في بيته الله أعلم به وأمره إليه، إن شاء عاقبه وإن شاء عفى عنه، لكن أن يخطئ الإنسان أمام أعين الناس في الشارع أو المؤسسات أو الجهات الحكومية هذا هو الممنوع والذي يجب أن يكون فيه التزام بالأدب العام.
نشـر المخالفات
• قد تحدث أحيانا مخالفات ويقوم البعض بنشرها عبر وسائل الإعلام المختلفة سواء التقليدية منها أو الجديدة، ما رأيكم في هذه التصرفات؟
•• كثرت الشائعات مع توافر الوسائل الحديثة، وهناك من يتعمدون نشر الإساءات لإثـارة البلبلة في المجتمع، وللأسف فإن من ينشرون هذه القضايا والإساءات أكثر شرا مما فعل صاحب الجريمة وشريك لهذا المجرم بإساءته للمجتمع وتهوين هذه القضايا في نفوس الناس.
الستر في القضايا
• الستر في قضايا الفتيات أو المشاهير وغيرهم كيف تتناولون مثل هذه الموضوعات في البرامج التدريبية؟
•• هذه تدخل ضمن فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كالاحتساب على ذوي الجاه والمناصب يختلف تماما على الاحتساب على من سواهم وكذا المشاهير وكل قضية لها وضع وطريقة تختلف عن الأخرى، وهذا ما تتطلبه الحكمة في بعض المواقف.
هي ليست أمرا عاما وإنما تصدر الأمور بمصادرها وينظر لها نظرة محددة تقاس فيها المصالح والمفاسد للخروج بأقل قدر من الخسائر والآثار. هذه قضية مقصودة شرعا ومؤصلة وليست عن هوى..
المعرفة لا تصل الآخرين إلا بالحكمة
أنشئ المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في العام 1425 هـ وكان الهدف من إنشاء المعهد تأهيل العاملين في قطاع التوجيه والإرشاد الديني واتخذ المعهد الاسلوب العلمي في إعطاء المهارات اللازمة للعاملين في التوجيه والإرشاد. وهذا الأمر يشمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعاة في وزارة الشؤون الإسلامية وضباط التوجيه والإرشاد الديني في القطاعات العسكرية فهو مهم جدا كونه يعنى ليس بالمعرفة فقط وإنما بتزويد العاملين في هذه القطاعات بالمهارة في التعامل مع الناس وتوجيههم.
ويقول مديره الشيخ الدكتور أحمد بن عبدالله الفريح: الحكمة لا تكون إلا بمعرفة ولا تصلح المعرفة ولا تصل إلى الآخرين إلا من خلال الحكمة والمهارة في إطار المعرفة، فلما أنشئ المعهد بدأ بقسمين قسم الحسبة ويعنى بإعداد البرامج التعليمية وآخر للدورات التدريبية ويعنى بتحويل هذه العلوم الشرعية إلى مهارات وإيجاد أساليب متميزة في إيصال المعرفة وإكساب العاملين في هذه المجالات مهارات يرشدون بها الناس، وكل برامج المعهد دراسات عليا من الدبلوم العالي إلى الماجستير وقريبا الدكتوراه.
الاختلافات الفقهية لا تمنع إنكار الإضرار بالغير
«عكاظ» سألت مدير معهد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن المسائل التي تحدث فيها خلافات فقهية حيث يرى البعض أنها مخالفات ينبغي الإنكار عليها، فكيف يثقف المعهد العاملين في الميدان بطريقة التعامل مع مثل هذه الحالات.. فأجاب:
هذه القضايا تحدث غالبا في الميدان والعمل يستهدف واقع كل مشكلة بعينها، والقضية المتفق عليها ألا يترتب عليه أي فعل منكر بغض النظر سواء اختلفت معك في مسألة معينة أو اختلفنا، فنحن ننظر إلى ما يترتب على الفعل، فإذا ترتب عليه منكر فيمنع هذا الأمر سواء كنت على مذهب أو خلافه، نحن نخضع للنظام وكل الجهات بما فيها هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مسؤولة عن أمن المواطن والزائر والمقيم، فلما يوجه هؤلاء شخصا اختلف معهم في وجهات النظر فهم يحافظون على السياق العام في المجتمع واخلاق الشارع الا تتغير والا تحصل فيها مشكلات وهذه تشمل كل من اختلفت او اتفقت معهم لأن ردود افعال الناس لا تخضع لمذهب معين، فالناس مختلفون، فلو رأى أحدهم جواز أمر ما في مذهب معين فليس بالضرورة أن من في الشارع كلهم يتفقون معه في رأيه ولن يسألوا المرأة الكاشفة وجهها مثلا عن المذهب الذي تتبعه، فالقضية كلها تدور حول استصلاح المجتمع وحمايته. ومنسوبو الهيئة يرون ان هذا الفعل بغض النظر عن الخلاف الفقهي أنه يترتب عليه مشكلة ولذلك هم مسؤولون عن الحماية، ورجال الشرطة يرون لجانب حماية الاشخاص والشارع والا يكون هناك خطأ، فالنتيجة المتفق عليها في جميع المذاهب والانظمة الا يتأذى أحد، قد نرضى بهذا النهي أو لا وفي النهاية من يمارسون هذا العمل أدرى بما يحدث من مشكلات.
وكشف الفريح في حوار مع «عكاظ» أن المعهد بصدد افتتاح برنامج الدكتوراه وذلك بعد أن دشن الماجستير والدبلوم التأهيلي الذي أصبح إلزاميا لكل المستجدين في العمل بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبين أنه لا مراعاة لاختلاف الآراء الفقهية لدى العاملين في أعضاء الهيئة إذ إن المعتمد هو النظام المستمد من القرآن والسنة والذي يهدف إلى منع حصول أية منكرات. موضحا أن العقوبة ليست هدفا في حد ذاته.. وتناول فضيلته الاحتساب على المشاهير مؤكدا أن ذلك يختلف عمن سواهم..
• ماذا يضيف المعهد لأفراد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ما المزايا التي يضيفها المعهد إليهم ؟
•• فئة الأعضاء منسوبي الهيئة هم المستهدف الرئيسي، وتسميته «معهـد» بهذا الاسم واضح منه العناية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبالفعل كانت بداية المعهد بتأهيل أعضاء ومنسوبي الهيئة من الناحية العلمية من خلال الدبلوم العالي في الحسبة والماجستير ومن الناحية المهاريـة، وذلك من خلال الدورات التدريبية، بدأنا أولا بحقيبة إعداد المحتسب وهي 9 حقائب تدريبية مثل حقيبة الحوار والاتصال الفعال ومهارات التفكير والتخطيط الاستراتيجي وفقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقواعد الشرعية المتعلقة بالاحتساب والاتصال الفعال والتربية ومعالجة الأخطاء والإعداد النفسي لرجل الحسبة، والأنظمة والإجراءات الجزائية وغيرها، وكل هذه ضمن برنامج إعداد المحتسب وأضيف لها حقائب تدريبية كثيرة أخرى ومنها مهارة الاحتساب على الحجاج والزوار ومهارة الاحتساب على السياح ومهارة الاحتساب عند المؤسسات التعليمية والمهارات التي يحتاجها رجل الميدان وإلى غير ذلك وهو عدد كبير، فهي تركز على العمل الذي يقوم به رجال الحسبة في الميدان.
التأثير الميداني
• تحدثتم عن التأثير الإيجابي الذي أحدثته مناهج المعهد على العمل الميداني .. هل من تفاصيل؟
•• الأهم عندنا العناية بالأعضاء الميدانيين لأن المعهد يعتبر موازيـا لمعهد الإدارة كجهة مركزية تدريبية معتمدة لدى وزارة الخدمة المدنية فأي دورة يقيمها لها اعتماد وترقيات واستفاد منها كثيرون من أعضاء الهيئة، والمعهد يعنى بدرجة أولى بالميدانيين في الأسواق والشارع. و يهمنا هؤلاء ولذلك فإن صبغة الدورات فيها جانب تأصيلي وميداني وهناك حقائب تدريبية تمكن الفرد في كيفية معالجة الخطأ وبتره دون منكر، والعقوبة ليست هدفنا، فهي وسيلة لترك المنكر والابتعاد عنه وهذا ما تنص عليه الشريعة. دعني أنظر للأبحاث والدراسات من ناحية أخرى، فهي مهمة، لكن إذا صنعنا حقائب تدريبية تلبي احتياجات الأعضاء نجمعهم في ورش عمل لمعرفة أبرز المشكلات التي تواجههم في الميدان، وهذه تؤخذ وتدرس وينظر للجانب النظامي فيها واللوائح والتعليمات وغيرها وقبل ذلك إلى الشرع وكيفية التعامل مع هذه المشكلة من الناحية الشرعية ثم تصاغ في قالب مهاري يصل من خلالها المتدرب إلى نهاية واحدة هي استصلاح كل من يقع منه خطأ في المجتمع وهذا من أبرز الأهداف ونحن لانستغني عن الأبحاث والدراسات بل نحن نصنعها من خلال الدارسين وهم أعضاء الهيئة سواء في الدبلوم العالي والماجستير ، ونحن نترك لهم اختيار الموضوعات فالبعض يختار موضوعات تنظيرية كتحقيق مخطوطات وغير ذلك وغالبهم ينزل للميدان ويطرح حلولا لمعالجة بعض المشكلات من خلال مشروع للدبلوم أو الماجتسير وظهرت لنا أبحاث ودراسات عن المنكرات التي تقع في الميدان والنظرة الشرعية وماهي الحلول المناسبة لإزالة المنكرات. وكانت هناك أشياء رائعة جدا درسوها دراسة علمية ومؤصلة بالدليل الشرعي وتخرج المسألة بعد نضج كبير في دراسة وبحث هذه القضايا التي نراها من المنكرات وغيرها.
التعريـف بالأنظمة
• ما دور المعهـد في تعريـف أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وخصوصا العاملين في الميدان بالأنظمة والتعليمات منعا للاجتهادات؟
•• رجال الهيئة من أحرص الناس على معرفة الأنظمة والإجراءات بشكل عام فنحن نقدم لهم دورة الأنظمة والإجراءات الجزائية في أسبوع وهم يقولون إن المدة لاتكفي، يريدون أكثر منها، وهذه القضية ضرورية لكل شخص يعمل في أي جهاز حكومي حتى يعرف نظام المؤسسة التي يعمل بها، فالأنظمة وضعت للحد من الاجتهادات الخاطئة، ومتى ترك الناس اجتهاداتهم أصبحت العقوبة لا ضابط لها، وبالتالي نقول يجب أن تعرف الأنظمة والإجراءات بحذافيرها لأنها مستمدة عندنا من الكتاب والسنة وضبطها قضية مهمة جدا وما وجدناه أنهم يطالبوننا أكثر من مرة بأن نضيف أنظمة وإجراءات أخرى ولذلك نحن زودنا كثيرا من الحقائب التدريبية الخاصة بها، ونحن حريصون على أن العامل في جميع القطاعات الحكومية وبالذات الأمنية أن يتعرف على هذه الأنظمة حتى لا يظلم أو يجني على أي أحد لم يفعل مايخالف دوره، وحتى لايساء إلى الناس، وهذه الناحية يعمل عليها المعهد بشكل مستمر ، ونحن في بعض الدورات لايتاح لنا إلا وقت قليل فنقلص جميع الدورات إلا هذه الدورة نبقيها على حجمها البسيط الذي هو 5 أيام بواقع 5 ساعات في كل يوم والأعضاء حريصون على التزود منها ونجد حرصا شديدا منهم على تعلمها.
شروط جديدة
• قبل أشهر دشن الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدبلوم التأهيلي للمستجدين في الهيئة وقال إن ذلك سيكون شرطا على المستجدين، كيف ترون أثر ذلك على هذه الفئة؟
•• أولا.. أشكر الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السند على هذا الحرص وهي خطوة موفقة واجتهد فيها من سبقه من الرؤساء، والشيخ السند ألزم بأمر إضافي وهو دراسة الدبلوم لحملة الثانوي والبكالوريوس، وعنايته بهذين الأمرين الدبلوم العلمي المعرفي والدورات التأهيلية تكامل رائع جدا وربط الرئيس العام للهيئة المستجدين المعينين حديثا في الهيئة بالبرنامج التدريبي كاملا وقدمت لهم 16 دورة تدريبية انتهت الأسبوع الماضي، والجمع بين هذين الأمرين بناء متين لرجل الحسبة.
الآثـار المتوقعة
• ما الآثـار المتوقعة من خريجي هذا الدبلوم؟
•• الدبلوم العالي للحسبة بدأ منذ 8 سنوات والعمل فيه جارٍ لكن الجمع بين الدبلومين المهاري والعلمي يحدث لأول مرة على مستوى الرئاسة وهي مهمة صعبة جدا لكنها قمة في الإتقان والضبط والجودة، والمتوقع من منسوبي الهيئة بعد خروجهم من هذه الدورة، أنهم سيكونون سببا في التأثير على المجتمع بشكل رائع ومتميز يحمل هذا الأثر جانبين وهما المعرفي المتين والمؤكد بالعلم الشرعي وكذلك التوجيه والإرشاد وأن ننتقل من مرحلة إنزال العقوبة بالشخص صاحب المنكر إلى مرحلة تجعل من يفعل الخطأ أو الزلة لايعود إليها ثانية.
وكذلك هذا البرنامج سيكون له فهم عام ومتين للحسبة ولأثـرها على الناس لأنه أحيانا الضغط على رجل الحسبة وكثرة الأخطاء وشناعة بعض الأخطاء والمنكرات أحيانا تجعل الإنسان أكثر استياء وأشد في ردة الفعل لكن الإنسان إذا علم أن سنة الله في الكون شر وخير موجودان يتدافعان إلى ماشاء الله وأن المنكرات ستقع فهذا يحمل الإنسان على أن يتجمل بالرحمة وحسن التوجيه ونحن ومن يعمل في هذا القطاع وكافة الجهات الأمنية عملهم رحمة بالمخطئ وألا يتمادى به الخطأ حتى يهلكه، ويتحمل عقوبة في الدنيا خير من أن يلقى الله بهذه المعصية وما أدراك ما عقوبة الآخرة، نحن نحرص أن يكون من ينزل إلى الميدان مليئا بهذه المعاني العظيمة.
التناول الإعلامي
• هل هناك دراسة للتناول الإعلامي للقضايا المختلفة ودور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
•• الوسيلة الإعلامية لها بعد كبير في الحسبة، سواء في توعية المجتمع وتحفيز الناس للقيام بدورهم وكذلك فيها تأثير الشيء الكبير وباب من أبواب الاحتساب الكبيرة والإعلام لايستغنى عنه في التأثير على المجتمع والرقي به على اختلاف وسائله وكلها وسائل هامة.
سمعة المجتمع
• لكني أقصد بتلك القضايا التي تضبط في مكة المكرمة والمدينة المنورة وإشهارها إعلاميا وفهم البعض خطأ لما ينشر خصوصا في الخارج وتأثـير هذا الأمر على سمعة المجتمع؟
•• لايخلو مجتمع من خطأ ومجتمعاتنا ليست ملائكية، بل إن في مجتمع النبي صلى الله عليه وسلم كان المجتمع يخطئ كما نخطئ ، لكن القضية المهمة التي لها دور مهم في العمل الاحتسابي ألا تعمم الحالات الفردية وألا تصبح شعارا للمجتمعات من القضايا المهمة في الحسبة هي في الواقع حماية الشارع وأن يكون الجو العام صحيا، قد يخطئ الإنسان في بيته الله أعلم به وأمره إليه، إن شاء عاقبه وإن شاء عفى عنه، لكن أن يخطئ الإنسان أمام أعين الناس في الشارع أو المؤسسات أو الجهات الحكومية هذا هو الممنوع والذي يجب أن يكون فيه التزام بالأدب العام.
نشـر المخالفات
• قد تحدث أحيانا مخالفات ويقوم البعض بنشرها عبر وسائل الإعلام المختلفة سواء التقليدية منها أو الجديدة، ما رأيكم في هذه التصرفات؟
•• كثرت الشائعات مع توافر الوسائل الحديثة، وهناك من يتعمدون نشر الإساءات لإثـارة البلبلة في المجتمع، وللأسف فإن من ينشرون هذه القضايا والإساءات أكثر شرا مما فعل صاحب الجريمة وشريك لهذا المجرم بإساءته للمجتمع وتهوين هذه القضايا في نفوس الناس.
الستر في القضايا
• الستر في قضايا الفتيات أو المشاهير وغيرهم كيف تتناولون مثل هذه الموضوعات في البرامج التدريبية؟
•• هذه تدخل ضمن فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كالاحتساب على ذوي الجاه والمناصب يختلف تماما على الاحتساب على من سواهم وكذا المشاهير وكل قضية لها وضع وطريقة تختلف عن الأخرى، وهذا ما تتطلبه الحكمة في بعض المواقف.
هي ليست أمرا عاما وإنما تصدر الأمور بمصادرها وينظر لها نظرة محددة تقاس فيها المصالح والمفاسد للخروج بأقل قدر من الخسائر والآثار. هذه قضية مقصودة شرعا ومؤصلة وليست عن هوى..
المعرفة لا تصل الآخرين إلا بالحكمة
أنشئ المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في العام 1425 هـ وكان الهدف من إنشاء المعهد تأهيل العاملين في قطاع التوجيه والإرشاد الديني واتخذ المعهد الاسلوب العلمي في إعطاء المهارات اللازمة للعاملين في التوجيه والإرشاد. وهذا الأمر يشمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعاة في وزارة الشؤون الإسلامية وضباط التوجيه والإرشاد الديني في القطاعات العسكرية فهو مهم جدا كونه يعنى ليس بالمعرفة فقط وإنما بتزويد العاملين في هذه القطاعات بالمهارة في التعامل مع الناس وتوجيههم.
ويقول مديره الشيخ الدكتور أحمد بن عبدالله الفريح: الحكمة لا تكون إلا بمعرفة ولا تصلح المعرفة ولا تصل إلى الآخرين إلا من خلال الحكمة والمهارة في إطار المعرفة، فلما أنشئ المعهد بدأ بقسمين قسم الحسبة ويعنى بإعداد البرامج التعليمية وآخر للدورات التدريبية ويعنى بتحويل هذه العلوم الشرعية إلى مهارات وإيجاد أساليب متميزة في إيصال المعرفة وإكساب العاملين في هذه المجالات مهارات يرشدون بها الناس، وكل برامج المعهد دراسات عليا من الدبلوم العالي إلى الماجستير وقريبا الدكتوراه.
الاختلافات الفقهية لا تمنع إنكار الإضرار بالغير
«عكاظ» سألت مدير معهد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن المسائل التي تحدث فيها خلافات فقهية حيث يرى البعض أنها مخالفات ينبغي الإنكار عليها، فكيف يثقف المعهد العاملين في الميدان بطريقة التعامل مع مثل هذه الحالات.. فأجاب:
هذه القضايا تحدث غالبا في الميدان والعمل يستهدف واقع كل مشكلة بعينها، والقضية المتفق عليها ألا يترتب عليه أي فعل منكر بغض النظر سواء اختلفت معك في مسألة معينة أو اختلفنا، فنحن ننظر إلى ما يترتب على الفعل، فإذا ترتب عليه منكر فيمنع هذا الأمر سواء كنت على مذهب أو خلافه، نحن نخضع للنظام وكل الجهات بما فيها هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مسؤولة عن أمن المواطن والزائر والمقيم، فلما يوجه هؤلاء شخصا اختلف معهم في وجهات النظر فهم يحافظون على السياق العام في المجتمع واخلاق الشارع الا تتغير والا تحصل فيها مشكلات وهذه تشمل كل من اختلفت او اتفقت معهم لأن ردود افعال الناس لا تخضع لمذهب معين، فالناس مختلفون، فلو رأى أحدهم جواز أمر ما في مذهب معين فليس بالضرورة أن من في الشارع كلهم يتفقون معه في رأيه ولن يسألوا المرأة الكاشفة وجهها مثلا عن المذهب الذي تتبعه، فالقضية كلها تدور حول استصلاح المجتمع وحمايته. ومنسوبو الهيئة يرون ان هذا الفعل بغض النظر عن الخلاف الفقهي أنه يترتب عليه مشكلة ولذلك هم مسؤولون عن الحماية، ورجال الشرطة يرون لجانب حماية الاشخاص والشارع والا يكون هناك خطأ، فالنتيجة المتفق عليها في جميع المذاهب والانظمة الا يتأذى أحد، قد نرضى بهذا النهي أو لا وفي النهاية من يمارسون هذا العمل أدرى بما يحدث من مشكلات.